jeudi 10 janvier 2013

الاهتمام بالتراث مسألة أصول أم ردة فكرية.


   يعتبر موضوع النهضة من الموضوعات الفكرية العميقة شديدة التشعب والاتساع، حيث ظل هاجس النهضة والإصلاح صفة ملازمة لثقافات الأمم، هذه الاشكالية (النهضة) التي ظلت تقلق وتفزع المخيال العربي، كانت نقطة انطلاقها هو سؤال جوهري: لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ تناسلت عن هذا السؤال أسئلة اخرى منها كيف نتعامل مع الترات؟ هل هذا الاهتمام المتزايد يعبر عن ردة فكرية؟ رغم الاجابات على هذه الأسئلة تختلف من مفكر اصلاحي إلى أخر، إلا ان الهدف واحد، هو الوقوف على هذه الهوة السحيقة بين الكينونة العربية والآخر.
  فليس التقدم المطلوب والنهضة التي يحلم بها كل عربي، مجرد رغبة نفسية للذات التي أتعبها السبات التاريخي المرير من جهة، وتقدم  الأخر المروع من جهة أخرى، وإنما التقدم والنهضة في تحرير الوعي العربي من الحالة الخطيرة للعطالة الفكرية وتقليد الآخر بدون القدرة على ممارسة حق وضع الحواجز الجمركية في وجه كل من ينتزع من حياتنا الاستقلالية، ويسلبنا – من تم – الحق في التمتع بخصوصية هويتنا المتميزة.
   لاشك أن البحث في إشكالية النهضة، خاصة في علاقته بمواضيع مثل التراث والهوية والحداثة.. تمليه المرجعية التاريخية المركبة الناظمة لنسج الخطابات العربية المعاصرة، فأي كتابة من داخل فكرنا العربي لا بد لها أن تستوعب محاولة التوفيق بين منظومة التراث التي لا يمكن البتة الاستغناء عنها وبالتالي تجاوزها، ومنظومة الحداثة الوافدة من عند الآخر. فالذات العربية متمزقة الأحشاء التي ظلت تعاني ويلات الاستعمار وحرقة التخلف، كانت عرضة لأي إيحاء إصلاحي عابر، فشمل الاصلاح تطوير الوعي العربي والمراهنة على إنشاء الدولة الحديثة القادرة على مسايرة الركب الحضاري العام، مرورا بكل القطاعات المشكلة لنسج الحياة الاجتماعية. هذا السجال المطروح الذي تم بين من يعتبرون أنفسهم حداثيون، هل استطاعوا الاجابة على الأسئلة أو بالأحرى السؤال المطروح: هل الانسلاخ عن الماضي والابتعاد عن العقيدة (القرآن – السنة)، ومن تم محاكاة النموذج الغربي الحداثي كفيلان بتحقيق ثورة الإنسان العربي وبلوغه مرحلة النهضة على الطريقة الغربية؟؟ 
1.   إشكالية الأنا والآخر، بؤرة الصراع.
  ننطلق من القاعدة التالية في مقاربتنا هذه، "إن نقد "الأنا" يتطلب نقد "للأخر"، ونقد "الأخر" لا يكون جذريا إلا إذا كان أولا وقبل كل شيء نقدا لصورته في "الأنا" الناقد"[1].
  إشكالية الثنائيات هي ما ميز الفكر المعاصر ( الذات – الأخر، شرق – غرب..)، وكفية التعامل مع هذه الثنائيات وما هو المنطق الذي ينبغي اتباعه، مناشدة النكوص وتأليه الذات العربية والبكاء على الأطلال، وهذا ما دعى إليه العديد من المفكرين، أي العودة إلى التراث والسلف الصالح، وهناك من رأى في هذه العودة والنكوص بيت القصيد في تأخرنا، فرفع شعار القطع مع الماضي والانفتاح على الأخر رغم هويته المختلفة عنا، ما دام قاسمنا واحد هو النهضة وتحقيق التقدم.
   لقد نشأ هذا النوع من التفكير مع اول نكسة تعرضت لها الأمة العربية بعد "هزيمة يونيو 1967"[2]، فكانت هزيمة على مستوى جميع المجالات وليس العسكري فقط (هزيمة الجيش المصري)، كانت هزيمة فكرية وعلمية، زعزعت الثقة في كثير من القيم التي عاش الإنسان يتمثلها ويسعى إلى تحقيقها، فكثرت الخطابات والشعارات الفارغة من المعنى التي كانت ترددها الأنظمة الكاطونية، والأحزاب السياسية الحالمة إلى الاستحواذ على الحكم، لكن سرعان ما أصبحت هذه الثماني عبارة عن أضغاة أحلام خصوصا  بعد وفاة جمال عبد الناصر، وبناءا عليه يظهر بوضوح كيف أسهمت هذه المحنة في بروز الكتابات النقدية بداخل الفكر العربي المعاصر، الذي اتخذ من التراث والماضي عموما مجالا للبحث عن الأسباب والملابسات، بل وشروط الهزيمة والانتصار، فكانت الاجابة إما صراحة أو بشكل ضمني، حيث ان المشكل الأكبر يكمن في العلاقة الحميمية مع هذا التراث، فصارت التيارات الليبرالية والعلمانية تصرخ وتقول بضرورة القطع مع الماضي، حيث ركزوا على الدين خصوصا كتراث إسلامي ميز مرحلة من مراحل الإنسان العربي التواق إلى التحرر والمنسلخ عن الماضي والمتجه نحو الحداثة والتحديث. غير أن هذا الأسلوب في التعامل مع الذات والغير لم يعطي النتائج المتوقعة ولم تتحقق المدنية العربية، وإنما بقي المجتمع العربي على حاله، كما بقيت دار لقمان عى حالها.
  الصراع اليوم بين الأنا والأخر لم يقف عند حد التراشق بالكلمات: (كافر – متخلف، مسلم – ملحد ..) وإنما الحرب اليوم هي حرب ثقافية ترتدي جلباب ديني، بمعنى اليوم أمام صراع ثقافي حاد يحاول كل طرف تسويق ثقافته بمختلف الطرق سواء بنظام عالمي جديد متمثل في العولمة، والزحف المستمر من أجل خلق مستعمرات تابعة للدول العظمى.. أو من خلال حرب إرهابية مستترة تحت لواء الدفاع عن الدين أو ما يسمى بالحركات الجهادية.. هذه الحرب المفتعلة بين الطرفين أساسها عقدي ديني، مثلا نرى اليوم الهجوم الممارس من طرف النظام الفرنسي على الأقلية المسلمة، على اعتبار يرى اليوم الفرنسي في الدين الإسلامي على أنه استعمار من نوع جديد.
2.  صدمة الحداثة.
   لقد استيقظت الأمة العربية من سباتها التاريخي على مظاهر التقدم الأروبي الذي كانت معالمه الكبرى مع الحملة الفرنسية بقيادة "نابليون بونابارت"  على مصر والشام من  جهة، والبعثات الطلابية التي تم ارسالها إلى الخارج. حقا كان التقدم الأوروبي صرخة في وجه "الرجل المريض"[3]الذي استدعت حالته التدخل السريع من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حفاظا على وحدة الأمة وتماسكها، لذللك كانت أغلب المواقف تركز أن إشعاع نور العقل العربي الحديث تم بمجيء الحملة البونابارتية إلى مصر، عن هذا الاحتكاك زرعت البذور الأولى لولادة عصر التنوير العربي التي لم يقدر لها النمو إلا في عهد الإصلاحي محمد علي، الذي يعتبر في نظر البعض من المثقفين العرب، صاحب أول مشروع نهضوي متكامل، لما قام  به من انجازات على مستوى المجال العكري والبنيات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية. 
  هناك من يرى في هذا الهجوم المتتالي على العقل العربي خصوصا أن القرن العشرين حافل بالأحداث ساهم في اغتياله –العقل العربي – سواء الاستعمار أوهزيمة 1967 وفشل التجربة الناصرية، كل هذه الأزمات والحروب كان نتاجها هو تغريب الذات العربية وتشيؤها، وخلق مجتمع منمط خنوع أو بعبارة محمد جسوس :"خلق جيل من الضباع"، غاب فيه الابداع وروح النقد. كل هذه المفارقات جعلت الأمة العربية تعرف نوعا من التمزق في بنيتها الثقافية وتشتت بخصوص مثقفيها، فظل مشكل العلاقة مع التراث أو القطع مع هذا الأخير إشكال يؤرق كل عربي.
  من بين المساهمين بغزارة في هذا المجال، علاقة الحداثة بالتراث نجد المفكر المغربي محمد عابد الجابري، "فالحداثة في نظر هذا الأخير لا تعني رفض التراث ولا القطيعة مع الماضي بقدر ما تعني الارتفاع بطريقة التعامل مع التراث إلى مستوى نسميه "بالمعاصرة"، يقول كيف نجعل التراث معاصرا لنا؟ أعني مواكبة التقدم الحاصل على الصعيد العلمي"[4].
  فالحداثة اليوم في العالم العربي هي في أمس الحاجة إلى نقد من الداخل، أي نقد الثقافة العربية نفسها، وذلك بهدف تحريك التغيير فيها من الداخل، الحداثة التي يناشدها الجابري هنا حداثة المنهج والرؤية، وليس القوالب الجاهزة وإعادة الماضي كما هو ، أي تنوير المثقف العربي ومده بأسلحة وأدوات الاشتغال، أي تحويلهم –العرب – من كائنات تراثية إلى كانت لها تراث، لها ثقافة.
  ختاما، يمكن القول أن إشكالية الحداثة أو التحديث من المسائل العملية التي تحتاج إلى إرادة، نظرا لزئبقيتها لا يمكن الامساك بها، سوى باعتماد رؤية ومنهج صحيح يمكننا من قراءة الماضي بأعين الحاضر, ويجعلنا في سكة الحداثة، لأن قطار هذه الأخيرة يخطوا أراضينا شئنا أم أبينا.



 


[1]  محمد عابد الجابري: "التراث والحداثة: دراسات ومناقشات" المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى 1991، ص 11.
[2]  عبد العزيز انميرات: "إشكالية النهضة في الفكر العربي" الناشر، أنفو-برانت، الطبعة الولى 2004، ص35.
[3]  عبد العزيز انميرات: مرجع سابق، ص30.
[4]  محمد عابد الجابري: مرجع سابق، ص16.

mardi 23 octobre 2012

رجل بدون قضيب Un homme sans phallus


   ظلت المرأة كل هذا الأمد الطويل ترزح تحت نير وضغط المجتمع من جهة، وفحولة الرجل من جهة ثانية، نظرا لافتقارها الى عضو الذكر ـ القضيب phallusـ لأنها تعرضت للاخصاء (عقدة الخصاء)، حسب فرويد؛ لكن ليس الخصاء المادي وإنما الخصاء الرمزي المتمثل في التعنيف المستمر الممارس على المرأة، لذلك يقول فرويد S.  Freud أن افتقار الفتاة لهذا العضو يجعلها تحب أباها أكثر من أمها، وعندما نبحث عن دلالة القضيب في التحليل النفسي نجده يرمز الى القوة و السلطة و الثراء و النجاح والفحولة... لذلك المجتمعات التقليدية جعلت من الرجل رجلا، ليس بالمستوى الوظيفي والدور الذي يقوم به، وإنما بامتلاكه لهذا العضو مع العلم أن الدراسات البيولوجية والسيكولوجية كشفت على أن الاختلاف بين الرجل و المرأة هو اختلاف وظيفي وفقط، بلغة دوركايهم أن تقسيم العمل والأدوار هو الذي جعل منها إمرأة، وليس أي دليل على استبداد الرجل للمرأة. لذلك فهذا المقال أخذ عنوان رجل بدون قضيب في اشارة الى الدور الجبار الذي تقوم به المرأة، وكذلك لتذكير الرجل بأن المرأة اليوم في تطور سريع يذهل الرجل ولا يكاد يفرق ما بين الهوام الذي تثيره في نفسه وبين الواقع الصارخ، لذلك فمثل هذا المقال وغيره من الحركات النسائية المطالبة بتحرير المرأة ليس من السهل عليهم قلب المفاهيم البالية في المجتمع، فما توارثته الأجيال من تقاليد وعادات لم يكن وليد الصدف، وإنما كان يتحكم به منذ البداية منطق معين، وأسلوب لتحديد مفهوم حياتي يتبع.
  فالمرأة قد تطورت ولازالت؛ ولا أبالغ إن قلت إن تطورها في أروبا قد قلب مفاهيم المجتمع، حيث أرغمه على الانتقال من مجتمع القطيع الى مجتمع الحرية الذي يفتح لها هامش من الحرية لكي تحقق ذاتها كإنسان قبل أن تكون امرأة. هذا التطور أفرز معطيات جديدة قد يترتب عليها نتائج هامة في التركيبة العائلية، لذلك فالمرأة ظلت في عين الرجل لغز لم يستطيع فك رموزه، كما قال فرويد Freud "المستنقع الأسود الذي لا تدرك أعماقه وآفاقه؛ فالمرأة ليست موضوع بحث، لأنها ليست حقلا لتجارب واختبارات يستطيع أن يقوم بها الرجل بتجرد وموضوعية". وخير دليل على ما قاله فرويد ما تخلده الأسطورة من قصص حول المرأة، حفيدة شهرزاد هذه الأخيرة التي حاكت الأساطير حول جسدها كلغز مبهم وقف الرجل أمامه وقفة الملك شهريار المستبد بجسد المرأة الحائر حول قدرة ونباهة المرأة. بذلك استطاعت شهرزاد  في أخر المطاف أن تفرض هويتها كأنثى لها طابع إنساني؛ كأم، كزوجة، كعشيقة، تختلف عن المرأة الغرض ـ الشهوة، الذي سقط ويتلاشى بعد انفضاض الشهوة الجنسية عنه، بهذا تمكنت من فك الحصار عن نفسها وعن المرأة بصفة عامة.
   لقد كان لدراسات الأنثروبولوجية حصة الأسد في الاجابة على هذه الأسئلة المتعلقة بالفروق بين الجنسين، تقول ان هذا التمييز ما بين الرجل و المرأة يعود إلى أحكام مسبقة فرضتها ظروف اجتماعية. سواء كان ذلك نتيجة المرادفات التي كنيت بها المرأة، من قبيل أن المعجم المجتمعي يضع مثلا الأنوثة كمعادلة أو مرادف للسلبية، والرجولة بمعنى الايجابية و الفحولة. وفرويد عندما بحث موضوع الأنوثة رفض هذه الكنايات واعتبرها غير مطابقة للواقع النفسي عند كلا الطرفين، كان يؤمن بالازدواجية الجنسية وبقي يردد ما سبق وقاله صديقه ـ فليس ـ "إنه ما من رجل يخلو من بعض المواصفات الأنثوية وما من امرأة تخلو من الصفات الذكورية، والتمييز بين الرجل و المرأة قائم على تغلب نسبي لقسم من الأوصاف على حساب الأخرى".
   فالرجل لا يعترف بسلطة غير السلطة القضيبية، وهذا ما تحكم بتصرفاته وأحكامه ونوعية علاقته بالمرأة عبر الأجيال، لكن بمجيء ـ لاكان ـ سيزيح النقاب عن هذا القضيب ويقول هو في أصله نقصان سواء عند المرأة أو عند الرجل؛ لأن انتصابه لا يطول فهو بسرعة ما يرجع الى حالته الأصلية نحو الذبول و التقلص. بل أكثر من ذلك من يعطي للقضيب استقامته هو المهبل ومن يعطي للرجل رجولته هي المرأة. من هنا كانت نظرة الرجل للمرأة نظرة دونية تمييز وتفضيل عليها، لأن ارتباطه بالقضيب ارتباط نرجسي يحدد هويته، سلطته، مكانته الاجتماعية وحتى رجولته. والمجتمع انبنى على هذه الفرضية التي اعتمدت القضيب أساسا لتنظيم علاقاته، لذلك فالنظام السائد في المجتمعات الحاضرة نظاما أبويا حيث تمحى فيه المرأة وتزول بمجرد زوالها، إن التسلسل العائلي معتمد على امتياز القضيب كصفة رئيسية وشرط أساسي للتسلسل العائلي وانتقال السلطة، فتبعية المرأة للرجل قدر إلهي وحدث تاريخي مستمر منذ العائلة البدائية الأولى.
   ختاما، يمكن القول أن المقصود من هذا الاستعراض هو تقويض الأحكام المسبقة التي اعتمدها الرجل في احكام  قبضته على المرأة، كما أتمنى أن يكون هذا المقال بمثابة نبراص ينير للشباب طريق الحرية والاعتراف بالأخر ـ المرأة ـ والقطع مع تلك الأفكار البالية من قبيل الفحولة و الرجولة و الذكورة هذه مسميات اصطنعها الرجل من أجل الاستبداد و التسلط على أشرف مخلوق: إنــــــه المـــــــــــــــــــــرأة. هذه الخاتمة تفتحنا على سيلان من الأسئلة: هل بلغ الرجل قدره من الوعي و النباهة لاحترام الأنثى كإنسان قبل أن تكون امرأة؟ هل يمكن أن يقبل نهضة المرأة دون أن يشعر بنقص على أنه مهدد في رجولته وفي مكانته الاجتماعية؟ أم يمكن القول  ما قاله فرويد: "لم يستطيع الرجل المتحضر التخلي عن تعدد الزوجات الا على حساب العصاب".     

vendredi 21 septembre 2012

في الجنس ينعدم الوعيي.


     في البدء كان الجنس، بل من الجنس كان كل شيء حكم على الجنس أن يظل ضمن المحرمات متناسين بأن الجنس هو محرك التاريخ، نعود الى لحظة الولادة والظهور، لحظة ولادة آدم عليه السلام، إن لم يكن الجنس طاقة خفية لبيدية libido لاواعية تحرك الإنسان لا ما كانت الحاجة ماسة الى المرأة ـ حواء ـ باعتبارها نسخة طبقا للأصل من الرجل. نعود الى نقطة البدء في الجنس ينعدم الوعي دليلنا في ذلك خطأ آدم وحواء عندما أمرا بأن لا يقربا هته الشجرة، خلال الأمر كان في حالة وعي، لكن لما انفرد ببعضهما غاب الوعي وبقية الغريزة. ولنا من التجارب والقصص في الحياة ما يشفي غليلنا لنعطي مثالا حتى لا يكون كلامي  فضفاضا عندما يختلي ذكر بأنثى بكر فإنه حالة الاتصال الجنسي يغيب فيها الوعي، لكن عند يستيقظان يجذا نفسيهما وسط بحيرة من الدماء أحدهما يقول للأخر لماذا فعلت هذا !!!
  صدق س.فرويد عندما قال بأن البشرية مرت بأربع صدمات متتالية لعل أولها صدمة كوبرنيك و تقويضه للنظام البطلموسي الذي كان يقول بمركزية الأرض ودوران باقي الأجرام السماوية، و الضربة الثانية هي من نصيب داروين التي جعل فيها الانسان شقيق الحيوان او بالأحرى أصله(حوت). أما الصدمة الثالثة هي صدمة ك.ماركس الذي تحدث عن الصراع باعتباره محركا للتاريخ بين قوى مالكة لوسائل الانتاج وأخرى فاقدة لها. أما الصدمة الأخيرة وهي ما يهمنا هي صدمة س.فرويد عندما قال للإنسان أنت لست بحيوان عاقل كما قال أصحاب النسق الحداثي (ديكارت) وإنما أنت مجرد لعبة في يد طاقة خفية اسمها اللاشعور تفعل فعلها في الليل والنهار. كان لهذا الأخير (فرويد) أهمية بالغة متمثلة في تقويض النظام الحداثي، ثم في الكشف عن مجموعة من الأمراض التي يسببها عدم اشباع الجنس، لأن القيم المجتمعية تجعله كما قلت ضمن لائحة المحرمات ـ طابو. وإشباعه يقول فرويد غالبا ما يتم بطريقة غير شرعية، سواء في اتصال سري بين ذكر و أنثى أو بين إنسان وحيوان أو بين شخص ونفسه، أقصد هنا العادة السرية بالنسبة للجنسين معا. وأثر هذه المعاملة القاصية من المجتمع يكون لها نتائج سلبية منها ظهور شذوذ جنسي أي اتصال جنسي بين رجل مع رجل أو امرأة مع امرأة. وهذا شيء عادي في غياب ثقافة أو تربية جنسية أو بالأحرى وعي بقوة الجنس، يقول هنا دافيد كوير: "أن التربية الحديثة تمنح الطفل الأدب والطاعة وتفقده نفسه وشخصيته" (المرأة والجنس، نوال السعداوي).
  نحن اليوم في أمس الحاجة الى تربية جنسية تعيد للجنس قيمته وتحرر الأفراد من قبضة المجتمع التقليدي، كما في أمس الحاجة الى فرويديين جدد يواصلون ما أقره كبيرهم، توصل فرويد الى حقيقة الجنس هو محرك التاريخ من خلال الاشتغال في العديد من المصحات ومعالجة الوافدات من النساء الهستريات؛ لأن البحث في تاريخ هؤلاء النساء وجذ الجنس هو ضالتهم في ذلك. ومن خلال تجربتنا المتواضعة في أحد المراكز ومستشفى ابن الحسن بفاس، توصلت الى حقيقة مفادها أن أغلب المرضى(سواء كان مكتئبا أو سكيزفرينيا...) السبب الخفي هو الجنس؛ لأن مجتمعنا مجتمع محافظ يرتدي زي الاسلام كعقيدة تبرح ضربا حتى كل من نطق بكلمة جنـــــــس.
  ختاما، يمكن القول بأن الحياة كلها سارية على الجنس، تسأل انسان لماذا تعمل يقول من أجل اختيار أحسن زوجة وأتلذذ بما خلق الله من النساء. لكن بيت القصيد هو في طرق اشباع هذه الطاقة الخفية غالبا ما يتم كما قلت بطرق غير شرعية يغيب فيها الوعي ويحضر الجانب البهيمي الحيواني في الانسان.  

dimanche 5 août 2012

التديّن اللامشروع .


  حقيقة الدين حقيقة ثابتة يقينية لا جدال فيها، لكن الخلاف و ليس الاختلاف في طريقة التعاطي مع هذا الدين، قلت الخلاف و ليس الاختلاف؛ لأن هذا الأخير يعد أعلى مراتب الديمقراطية، والاعتراف بالأخر سواء كان عربيا أو أمازيغيا أو هندوسيا أو أروبيا.. يجب حسن التعامل معه، على اعتبار لا فرق بين عربي على أمازيغي.. إلا بالتقوى وهي عماد الدين؟ لكن التدين كظاهرة قابلة للدراسة قائمة على الخلاف، حيث نجد ما لا نهاية من الفرق الإسلامية كل واحدة ترشح نفسها هي التي اصطفاها الرسول(ص)، يعني بدئنا نشاهد التدين أو تأويل الدين ولم نشاهد هذا الأخير بمعنى السؤال المطروح من أين تستمد هذه الفرق الاسلامية هذا التدين اللامشروع، وعنونت هذا المقال بذلك العنوان نتيجة لمعاينة فرقة جديدة ظهرت على السطح، تطلق على نفسها بفرقة اللامنتمون؛ لأن الكل يعلم الفرق الاسلامية والخلاف الذي دار بينهم (الأشاعرة ـ المعتزلة ـ الخوارج ـ إخوان الصفا..). فرقة اللامنتمون لا تدين بدين الفرق الأخرى بل تذهب الى درجة التكفير؛ يعني كفرت جميع الفرق واعتبرت نفسها هي المرشحة من 73 فرقة بجنة عرضها السموات و الأرض. من بين المرتكزات التي تقوم عليها هذه الفرقة هو الرجوع الى عهد الرسول، من خلال تأويل مجموعة من الأحاديث على طيب هواها؟ مما أثار انتباهي هو حرفيتها للنصوص مع الاستغناء على التطور وما وصل إليه العلم. لنأخذ مثال عن طقوسهم حتى لا يعاتبني القارئ ويتهمني بالهرطقة، في رمضان لديهم ممارسات وطقوس خاصة، لا يفطرون مع الجماعة بل يفطرون دائما بنصف ساعة أو أكثر، والقطع عندهم في الفجر بساعة من التأخر؟ الغريب هو أنهم يقومون بهذا أمام الملأ و ليس في بيوتهم، إلى درجة بقية الفرق الأخرى اتهمتهم بالتشيع وإفلاس العقيدة، لكنهم لا يبالون على اعتبار هم الأصح، من خلال توهمهم على أنهم يحققون ما ترك السلف الصالح، كما يتهمون هم أنفسهم الفرق الأخرى بتسييس الدين؛ في أول رمضان يصمون لرؤية الهلال ويفطرون لرؤيته، مصداقا لقوله "صموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". ثم قوله "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الأسود من الليل.."
ختاما، يمكن القول على أن ظاهرة التدين استفحلت خصوصا في فئة الشباب، والأسباب كثيرة ومتعددة، من بينها قلة فرص الشغل، الاندفاعية المتمثلة في حماية الدين وصيانته، الجهل المقدس المتمثل في عدم فهم النصوص واستقرائها قراءة متأنية تظهر حقيقة النص وسنده، الغياب المطلق للعقل وترجيح النقل... كل هذه الأسباب وغيرها ساهمت في انتشار ظاهرة التدين اللامشورع، لهذا أصبحنا أمام صراع الـتأويلات وقتل النص الأصلي المتمثل في  الكتاب و السنة؛ على اعتبار النص يوحد ويجمع شمل من اصطلحوا على انفسهم المسلمين.

jeudi 2 août 2012

لماذا الفلســـــــــــــــــــــــفة؟؟


 في وقت تعالت فيه أصوات الرجعية وهتافات المستبدين، وطغيان الفكر الاستبدادي، الذي ظل جاثم على نفوس البشر لمدة طويلة.. لكن اليوم بفضل نمط جديد من التفكير استطاع تحرير نفسه من قبضة الرجعية، هذا النمط من التفكير العقلاني الحر اسمه التفكير الفلسفي، منح الانسان القدرة على استنشاق عطر الحرية وركب رياح التغيير، فكر أعلى  من سلطة العقل؛ وهذا الأخير ثم نبذ زحف العنف و التعصب و التقتيل الممارس من طرف القوى الاستبدادية.
  فالسؤال لماذا الفلسفة؟ جاء على شكل دعوة صريحة للدخول و الاقامة في الفلسفة كما يقول م.هيدجر، لأن هذا الفكر هو الذي استطاع عبر التاريخ من أن ينتشل الانسان من نير وقهر القوى الرجعية، لذا لابد من نشر هذا الفكر وتعليمه بدون ثمن كما قال سقراط. رجاءا منا أن تسود القيم التي ترسى عليها سفينة الفلسفة والمتمثلة في: الحرية، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية ...
   فمختلف المدارس الفلسفية راعت بدون استثناء حرية الانسان، وشروط العيش الكريم، لو عدنا مثلا إلى الفكر اليوناني نجد أهم فيلسوف حاول إقامة مدينته على فكر فلسفي حر هو أفلاطون، واشترط لها شروط من بينها يجب على الحاكم أن يكون فيلسوف أو الفيلسوف حاكما، لأن هذا الأخير لم يكن يوما مستبدا ولم يطمع يوما وراء مال أوجاه، ما يهمه هو البحث عن الحقيقة في ذاتها، من هنا فلا غرابة إذ نزع أفلاطون الحكم من المستبدين وأهداه إلى الفلاسفة.
   الفلسفة التي أدعوا إليها هي فلسفة عقلانية تجعل من العقل صرحا لبناء كل شيء، موجهة سهام النقد الى العقل الفقهي الذي يرجح العودة الى الدين في حل مسائل الانسان. تقول الفلسفة أن العقل الفقهي أصبغ جميع الاشكاليات بصبغة دينية محققا أهدافه، وهذا ما نشاهده اليوم هو لجوء جميع القوى الظلامية الى مشروعية الدين باعتباره أفيون يتم من خلاله تخدير الشعوب وخصوصا العربية منها، متناسية ما قاله المفكر العربي ابن خلدون على أن المعقول واللامعقول يوجدان معا في العلوم العقلية و العلوم النقلية، من هنا كان لزاما على التفكير الفلسفي تنقية هذا اللامعقول في مختلف الميادين، على اعتبار ينمحي كل مقدس أمام  سلطة العقل.    

vendredi 13 juillet 2012

من مجتمع القطيع الى مجتمع الحرية.


     من بين مظاهر تطور المجتمعات تراجع "الأنا القطيعي" وتنامي "الأنا الفردي"، في معنى التحرر من قبضة الجماعة نحو تفعيل الفردانية، باعتبارها المظهر الأول من الأنا تعي فيه الذات نفسها كإلغاء، بينما المظهر الثاني تتمكن معه الذات من أن تنشط جنبا الى جنب مع الذوات الأخرى في المجتمع، دون الانمحاء في أشكال هندسية من التمفصلات، تخضع لتنميط مقنن بمصادرة خصوصياتها لحساب الانصهار في تماهيات هوياتية جماعية استلابية، فالشخص في المجتمعات البدائية لم يكن موجودا؛ حيث ان الشخص كان مسيرا، فالآباء يتدخلون في الزواج وتحديد الزوجة للاين بل أكثر من ذلك يتم تحديد هويته واسمه بشكل مسبق اسمي مثلاـ بوجمعةـ  تم اختياره من طرف عائلتي، فأنا لم أختر هذا الاسم سبب لي مشاكل كثيرة في حياتي، كلما تقدمت لخطبة بنت أو بالأحرى ربط علاقة معها رفضتني؛ لأنني اسمي بوجمعة وعائلتها كذلك.. فأنا لم أختر أن أكون مسلما ولا يهوديا ولا مسيحيا.. أريد أن أكون أنا نفسي، أما ممارسة الإكراه على الأنثى يتجلى في حصر دورها في الإنجاب وغيرها من الوظائف التي تشترك فيها مع الكائنات غير العاقلة، بحث الأخر يصبح مستدمج في الأنا، يمارس علي تأثيره كرقيب بطريقة لا شعورية، فهو يحدد سلوكي في المجتمع ونظرتي الى نفسي ويحدد تمثلي لذاتي، فالإنسان في المجتمع التقليدي يتساءل من أنـــــــــــــا؟ من منظور الغير، أما الانسان الحديث فإنه يتساءل من أنــــــــــا؟ من منظوري أنا، فالمجتمع المنفتح هو الذي يفتح لك هامش من الحرية لكي تحقق ذاتك كشخص، أي المجتمع الذي يغلب عليه الأنا الفردي le moi individuele، فالذات طاقة ممتدة نحو المستقبل؛ بمعنى أنها مشروع هدم ـ بناء في تناوب مستمر، هذا يعني أن هنالك فروق في ممارسة الإكراه  في التنشئة الاجتماعية عبر الأب، الإكراه يتماشى مع المستوى الاجتماعي ـ الثقافي للمجتمع، يقول كارل روجرز أن التلقائية متعة؛ لكن هذه المتعة تتحقق عندما يحس المراهق بذاته كمراهق؛ "أي الانصات الى ذاته" بدافع من التوجيه الذاتي، الذي يتبدى في صورة قدر مناسب من الاستقلالية في أن يكون الشخص مدفوعا من داخل ذاته، ويفسر روجرز التلقائية بأنها ليس مجرد رد فعل أو انعكاس لمثيرات خارجية، بل تشترط التلقائية التحرر من أحكام الأخرين، والتصرف بقدر مناسب من الاستقلالية تتقلص فيها المراقبة الذاتية، يقول سارتر "الآخرون هم الجحيم"، نظرة الأخر إلي تحولني الى شيء كما نظرتي إليه تحوله الى شيء. وينفي روجرز ان تكون الذات مرآة تعكس احساسات الآخرين، كما أنه يخلص الى تعرض المراهق للإكراه في التنشئة الاجتماعية يؤثر في التلقائية هبوطا أو صعودا حسب تدرج الإكراه في الأهمية تبعا للمستوى الثقافي. يرى طاب أن التصورات التقليدية للمجتمع القطيعي هي التي تجعل من الفرد يقدس الأسلاف، كما انه يؤكد أن في المجتمعات التقليدية لا يوجد الفرد لذاته، حيث هويته الشخصية تنحصر في دوره ووظيفته في الجماعة، في المقابل أن الفرد حسب طاب يسعى الى الاندماج في المجتمع في اتجاه تفعيل ذاته، وأن الفرد في خضم تنشئته الاجتماعية يبحث عن تحقيق ذاته كشخص، هذا الأخير ليس مجرد بنية مشروطة خاضعة سلبية، إنه انفتاح على رهانات جديدة وعلى قابلية للتطور تتضمن انفصالا عن العادات وصفات الكينونة المألوفة، تصف جيرسيلد Jersild الشخص المتقبل لذاته بأنه يتصف بتقدير واقعي لمصادره وبناءاته الذاتية دون أن يكون عبدا للآخرين، وذلك من خلال اتصاف الفرد بالإحساس بالجدارة و التأكيد على التفرد، والخلو من الشعور بالذنب، وتقبل الذات يتوقف على العودة الى هذه الذات ولا نقول الانطواء على الذات، يقول مالريو بصدد المراهق أن المجتمع الذي يعيش فيه ينمط اختياراته لكن باستطاعة المراهق أن يعتريه احساس قوي بأصالته فيقتلع نفسه من قبضة تمرينات الوسط، ويحدد لنفسه هدفا بوسعه أن يدل على ما يفعله، ويعتبر مالريو أن هذا الصنف من الهوية لا يتحدد إلا عبر الابتكار تذهب لافيريير الى حد القول أن من بين العناصر الأساسية التي تترجم مساهمة الفرد في ابتكار هويته الشخصية هي إرادته في التعرف إلى ذاته، وأن يكون هو ذاته، والتحقق التام كشخص، وتثمين فردانيته وفردانية الآخرين، حتى يصبح الإنسان مع سارتر مشروع مفتوح على المستقبل يحقق ذاته باستمرار، ويمكن القول بأن ليس هناك تعارض بين تقبل الذات في انفراديتها و التفاعل البناء مع المجتمع، وهذا ما يؤكده طلعت منصور من خلال قوله الشخص المتقبل لذاته يكون أكثر ميلا إلى المشاركة في النشاط الاجتماعي، فالهوية من خلال الاخرين هي هوية ناقصة وقاصرة، فأنا لم أختر أن أكون مغربي أو مسلما أنا كوني يجب أن أكون أنا، فهي هوية جاهزة هوية مشروطة من الخارج، إرهاب وترهيب، ففي ظل هذا الزخم من مكونات الهوية فما موقعي أنــــــا؟ والذي لا يمكن أن أعرفه إلا أنا، سواء كنت مسلما أو مسيحيا أو طفلا أو مراهقا... فأين أنا من هذه الهوية، فأنا أتنكر لهذه الهوية السالبة لحريتي، أنا أولا ثم أختار هويتي فيما بعد التي لا يعرفها إلا أنا، فأنا لا أود أن أحشر نفسي في هويات سابقة أو تقنيات جاهزة، يعني أفعل ما يفعلون وأقول ما يقولون وألبس ما يلبسون... من هنا نتحول إلى نسخ محددة جاهزة سابقا يقول نتشيه: "تتحول الجماهير الى قطيع".
      إذن مسألة تعزيز تقبل الذات او كبحه مسألة مجتمع منفتح يؤمن بالقيم التحررية أو مجتمع منغلق يؤمن بالعودة الى الأصول والقيم البالية التي ليست لها أية مرجعية.   

lundi 11 juin 2012

فوبيا الامتحان Phobie de l ‘examen


فوبيا الامتحان
                                 Phobie de l ‘examen
    ظل الامتحان هاجسا يقلق تلامذة البكالوريا باستمرار ويهدد راحتهم النفسية والعقلية.. نظرا للهالة التي يمنحها هؤلاء ـ التلاميذ ـ لهذا التقويم، لكن نحن باعتبارنا مؤطرين لهم يجب إرشادهم والقول لهم بأن الامتحان الوطني ما هو إلا تقويم إجمالي كباقي التقويمات التي أنجزتموها خلال فترة المراقبة المستمرة .. الفرق يكمن في الهالة التي منحها التلميذ  لهذا الامتحان. كما أن للخوف من الامتحان أسباب متعددة منها ضخامة المقررات المعتمدة وكثرة الدروس التي تحول التلميذ إلى صندوق للحشو (واطسون)، والتخزين، بعد الهلع من كثرة الدروس يأتي الهلع يوم الامتحان و المسألة هنا متعلقة بأساتذة الحراسة من هو الأستاذ الصديق الرءوف بالتلميذ؟ تبدأ الهتافات والصراخ لمجرد مروره أمام الأقسام.. لكن قبل التطرق لهذا الموضوع يجب  طرح التساؤلات التالية: ما الفوبيا؟ ما الامتحان؟ ما هي نظرة التلميذ المغربي للامتحان بصفة خاصة وللمنظومة التعليمية بصفة عامة؟؟
   قبل الإجابة على هذه الأسئلة لبدا من التطرق للمفاهيم المركزية للموضوع أولا ما الفوبيا؟
    الفوبيا تعني الرهاب أو الخوف وهي حالة شديدة من الخوف الذي لا يستطيع صاحبة السيطرة عليه،  وتكون عادة  ردة الفعل هذه من الرهبة الشديدة تجاه أمر ما، غير منسجمة أو متكافئة مع ما يحدثه عادة هذا الأمر من الخوف والرهبة لدى الآخرين من الناس. والغالب أن يدفع هذا الخوف صاحبه دفعا شديدا للابتعاد عن الأمر المخيف وتجنبه مهما كان الثمن. سواء كان هذا الأمر شيئا ماديا، أو ظرفا من الظروف. ونجد هذا الخوف وبما يصاحبه من قلق عام وارتباك، أنه يحدث صعوبات عملية عند القيام بالواجبات اليومية، فنجده يؤثر في مجرى حياة الإنسان ونشاطه اليومي.
أما الامتحان ما هو إلا اختبار أو تقويم يطمح من خلاله الأستاذ إلى معرفة مستوى تلامذته، و المعرفة التي لقنها لهم خلال الفصل الدراسي.. هذا على مستوى الاختبارات التي تنجز داخل الفصل الدراسي، أما الامتحان الوطني فهو على مستوى الشكل مثل فروض المراقبة المستمرة أما على مستوى المضمون من خلاله ينتقل التلميذ من مستوى إلى أخر ومن وضعية تعليمية إلى أخرى..
لكن هذه الحالة النفسية ـ الفوبيا ـ تتولد عنها حالات أخرى نذكر على سبيل المثال حالة الخجلla hante  و التي تعني حالة من الكف السلوكي الزائد، وتصاحبها عادة جملة أعراض جسمية مثل احمرار الوجه والتعلثم والعرق والارتجاف وشحوب الوجه وبعض الحركات الجسمية غير المبررة التي لا هدف لها، مع زيادة في الشعور بالرغبة في التبول والتبرز، وتصاحب ذلك حالة ذهنية أهم خصائصها شعور الفرد بالدونية وبأنه غير مرغوب فيه وبأنه متطفل، مع عدم قدرته على النطق بالكلام المناسب في الوقت المناسب، حيث يدرك الفرد بعد انتهاء الموقف الاجتماعي أنه كان بإمكانه أن يتكلم ويجيب كما يوجه إليه من أسئلة بطريقة أكثر كفاءة كثيرا مما فعل، ويشعر الفرد كذلك بوعيه المبالغ فيه بذاته وباتجاهاته العقلية وبانفعالاته وبمظهره الخارجي على وجه الخصوص.
 قلنا أسباب الفوبيا كثيرة و متعددة تختلف من تلميذ إلى أخر، من كثرة الدروس إلى طبيعة أستاذ الحراسة هل هو لطيف أم مشاكس خوانجي لا يرحم الضبانة متزهق على حد قول التلاميذ، لكن ما هي الحلول المعتمدة من طرف التلميذ؟ للإجابة  على هذا السؤال نترككم مع فيلم ـ النقل و العقل.

 كان هذا الفديو كافيا للإجابة على السؤال المطروح سلفا: ما هي نظرة التلميذ المغربي للامتحان الوطني بصفة خاصة و المنظومة التعليمية بصفة عامة؟؟
  التلميذ المغربي يرى في شهادة الباكالويا مجرد وثيقة وثمن دراسة 12سنة من حياته، لو طرحت عليه سؤلا ما الغرض من هذه الشهادة لم يجد أي إجابة سوى نردي خاطر الوالدين، على خلاف التلميذ الغربي الذي يرسم طريق النجاح في الحياة منذ حصوله  على هذه الشهادة، حيث يقول لك سوف أنجز كذا و كذا..
في الأخير أتمنى لكل التلاميذ التوفيق والنجاح كما أذكركم بأنه ليس سوى مجرد تقويم إجمالي لا غير..