jeudi 22 décembre 2011

منهجية تحليل كل من:النص و القولة و السؤال المفتوح.


منهجية كل من :
النص و القولة و السؤال المفتوح.

   قبل الحديث عن كيفية التعامل مع هذه الكتابات الإنشائية الثلاث لبد من التطرق أولا إلى أهم القدرات الفلسفية التي يستخدمها التلميذ كأدوات منهجية لتحليل أي عمل فلسفي. فما هي هذه القدرات؟؟
1ـ 1 الأشكلةproblématisation

يصعب على التلميذ استخراج هذه القدرة من النص الفلسفي نظرا للاهميتها الفلسفية أولا، ثم لتداخل هذه القدرة مع قدرات أخرى نذكرها (الإشكال ـ الأشكلة ـ المشكلة ـ التساؤل ـ السؤال ـ الموضوع ـ الأطروحة)، من هنا ما الفرق بين هذه المفاهيم؟
ما الفرق بين السؤال الفلسفي و السؤال العادي؟
1ـ2 المفهمة  conceptualisation

يعتبر الفكر الفلسفي فكر مفهومي يقوم على بناء المفاهيم و الاشتغال عليها من هنا لابد من:
ـ تعريف المفهوم ـ أهمية المفهوم في النص الفلسفي ـ طبيعة المفهوم الفلسفي.
1ـ3 الحجاج Argumentation

الحجاج بمثابة سلاح يدافع به صاحب النص عن أطروحته، حتى في مجال القانون الشهود في المحكمة بمثابة حجة.
ـ تعريف الحجاج ـ أنواع الحجاج و دورها في النص ـ كيفية استخراج الحجاج.


















1ـ منهجية تحليل نص فلسفي:
مقدمة:
ـ إعطاء تمهيد يبرز بوضوح الموضوع الذي أنت بصدد مناقشته، مثال (مفهوم الوعي وللاوعي ـ الحقيقة ـ الشخص...).
ـ ثم صياغة الإشكال: المطلوب منك في هذه القدرة هو صياغة تساؤلات دقيقة وواضحة ومرتبة ترتيبا منطقيا ينقلنا من العام إلى الخاص؛ أي من التساؤل الإشكالي العام للدرس إلى التساؤل الخاص بالنص أو القولة أو السؤال الذي بين أيدينا.
العرض:
المطلوب منك في هذا المستوى الثاني من الكتابة الإنشائية ما يلي:
1ـ التحليل:
ـ إبراز أطروحة صاحب النص.
ـ استخراج المفاهيم المركزية في النص.
ـ استخراج البنية الحجاجية (الحجج التي يدافع بها صاحب النص عن أطروحته).
2ـ المناقشة:
في هذه العملية يتوجب على التلميذ أن يظهر قدراته الذاتية و الفكرية مستندا إلى ما علمه أستاذه في الفصل الدراسي، من خلال:
ـ تدعيم أطروحة صاحب النص بمواقف مؤيدة (تذهب في نفس السياق).
*سؤال انتقالي: يجعل الكتابة الفلسفية تنتقل بسلاسة من المواقف المؤيدة إلى المواقف المعارضة. (يعتبر بمثابة الخيط الناظم).
ـ تقديم أطروحات و مواقف معارضة لموقف صاحب النص.
الخاتمة:
ـ المطلوب في هذا المستوى الأخير من الكتابة الإنشائية الفلسفية، هو إعطاء خلاصة تركيبية تنسجم مع منطق التحليل و المناقشة.
ـ تمكن من ابداء الرأي الشخصي بما يجب من المرونة و الاحترام للرأي المخالف. (في حالة طلب منك).
ـ كما يمكن ختام هذا العمل الانشائي بتساؤلات تبقى مفتوحة في المستقبل و تعمق البحث في الموضوع المدروس.

2ـ منهجية تحليل القولة:
تختلف القولة عن النص الفلسفي بمجموعة من الخصائص منها: قصر حجم المادة المعرفية التي تحتويها، ثم التركيز و التكثيف و الإضمار... مما يتطلب من التلميذ قدرة عالية من الفحص و التمحيص للوقوف على الخصائص السالفة الذكر.
مقدمــــــة:
ـ المطلوب من التلميذ في هذا المطلب الأول، إعطاء تمهيد يبرز بوضوح الموضوع الأساسي للقولة التي أنت بصدد مناقشتها: الشخص ـ الدولة ـ الغير...
ـ ثم صياغة الإشكال انطلاقا من طبيعة السؤال المرفق بالقولة، و تماشيا مع المضمون المعرفي الذي تحتويه القولة، ينبغي أ يراعى في طرح الأسئلة التسلسل المنطقي، أي الانتقال من العام إلى الخاص؛ أي من التساؤل الإشكالي العام للدرس إلى التساؤل الإشكالي الخاص بالقولة.
العرض:
المطلوب في هذا المستوى الثاني من الكتابة الإنشائية، الإجابة على أسئلة التمهيد من خلال عمليتين:
* العملية الأولى: تحليل تصور القولة:
ـ إبراز الأطروحة التي تتضمنها القولة مع الكشف على الجوانب المضمرة فيها.
ـ استخراج المفاهيم المركزية في القولة، مع إبراز علاقاتها و تقابلاتها الظاهرة والمضمرة...
ـ استخراج البنية الحجاجية الظاهرة و المضمرة...
*العملية الثانية: مناقشة القولة.
ـ تدعيم أطروحة القولة بمواقف مؤيدة.
ـــــ سؤال انتقالي: يجعل الكتابة الفلسفية تنتقل بسلاسة من المواقف المؤيدة الى المعارضة.
ـ تقديم مواقف معارضة لأطروحة القولة و المواقف المؤيدة لها.
خاتمــــــــة:
ـ المطلوب في هذا المستوى الأخير من الكتابة الإنشائية الفلسفية، هو إعطاء خلاصة تركيبية تنسجم مع منطق التحليل و المناقشة.
ـ تمكن من إبداء الرأي الشخصي بما يجب من المرونة و الاحترام للرأي المخالف. (في حالة طلب منك).
ـ كما يمكن ختام هذا العمل الإنشائي بتساؤلات تبقى مفتوحة في المستقبل و تعمق البحث في الموضوع المدروس.

3ـ منهجية تحليل السؤال المفتوح:
   أقول لعزيزي التلميذ بخصوص هذا النمط من الكتابة الفلسفية، أن السؤال المفتوح أصعب من النص و القولة، لماذا؟ ليس لأنه أصعب في ذاته، و لكن لغناه المعرفي و قصر حجمه، مما يجعل من تفكير التلميذ في مواجهة موضوع إشكالي يحيل على أطروحات و مواقف فلسفية مختلفة، و يترك أفق التفكير مفتوحا على فرضيات و احتمالات أخرى... كما أنه ليس هنالك و صفة منهجية جاهزة للسؤال، بل يتعين على التلميذ أن يجتهد في طريقة المعالجة حسب ما يتطلبه السؤال المطروح....
مقدمـــة:
ـ المطلوب من التلميذ هنا تأطير السؤال ضمن سياقه النظري العام، و إبراز التقابلات المفاهمية التي يتأسس عليها الإشكال الذي يثيره السؤال...
ـ صياغة الإشكال صياغة استفهامية نبرز من خلالها الأسئلة الأساسية التي تضمرها عبارة السؤال، بما يجب من الدقة و التسلسل النطقي في طرح الأسئلة... مع ضرورة حضور التساؤل الإشكالي الجدلي الذي يجمع بين الأطراف المتناقضة في الموضوع، على هذا النحو مثلا: "هل السعادة إرضاء للبدن أم للعقل أم للقلب؟" أو "هل تستمد النظرية مبادئها من التجربة أم من العقل؟"...
العرض:
ـ في هذا المستوى الثاني من الكتابة الإنشائية الفلسفية يتوجب على التلميذ استثمار مكتسباته [1]السابقة و القبلية، للإجابة على أسئلة التمهيد من خلال عمليتي التحليل و المناقشة للمفاهيم و الأطروحات و المواقف التي يحيل عليها الإشكال المطروح، بتوظيف منهجي و إجرائي للمعومات الملائمة للدروس.
ـ في المناقشة نقيم نوع من الحوار بين المواقف المؤيدة و المعارضة بشكل لا يخرج عن صلب الموضوع...
مثال: هل تستمد النظرية مبادئها من التجربة أم من العقل؟
 الإجابة على هذا السؤال تتطلب إقامة نوع من الحوار بين كل الأطراف، على اعتبار أنه سؤال طرح في العصور الحديثة و حضي باهتمام كثير من طرف الفلاسفة، حيث نجد الاتجاه العقلاني بزعامة ديكارت يجعل من العقل أساس كل شيء، حيث يعتبره نور فطري موزع على الناس بالتساوي، فالاختلاف بينهم يرجع الى طرق استخدامه، لذا قال لا حاجة لنا إلى التجربة الحسية، لأن الحواس كثير ما تخدعنا و توقعنا في الخطأ... في مقابل هذا الاتجاه العقلاني الذي تزعمه ديكارت، نجد الاتجاه التجريبي بزعامة الفيلسوف الانجليزي جون لوك، و هو اتجاه ينكر أفكار فطرية في العقل سابقة على التجربة، و ير بأن العقل يولد "صفحة بيضاء" و ما ينشأ فيه من تصورات و أحكام فإن مصدره التجربة الحسية كمنبع لكل معارفنا... نستنتج وجود عيب مشترك بين العقلانيين و التجريبيين يتمثل في نظرتهم الأحادية لمشكلة المعرفة و الحقيقة، و الذي سيحاول الجمع و إقامة نوع من التكامل بين العقل و التجربة هو إ.كانط. (سؤال انتقالي)، فهل استطاع هذا الأخير ـ كانط ـ تجاوز عيوب كل من العقلانيين و التجريبيين في نظرتهم الأحادية لمختلف الإشكاليات الفلسفية؟
صحيح أن كان استطاع بلورة رؤية جديدة تدمج بين العقل و التجربة بين القبلي و البعدي... "المفاهيم بدون حدوس حسية تظل جوفاء و الحدوس الحسية بدون مفاهيم تبقى عمياء"....
خاتمــة:
ـ المطلوب في هذا المستوى الأخير من الكتابة الإنشائية الفلسفية، هو إعطاء خلاصة تركيبية تنسجم مع منطق التحليل و المناقشة.
ـ تمكن من إبداء الرأي الشخصي بما يجب من المرونة و الاحترام للرأي المخالف. (في حالة طلب منك).
ـ كما يمكن ختام هذا العمل الإنشائي بتساؤلات تبقى مفتوحة في المستقبل و تعمق البحث في الموضوع المدروس.


mercredi 30 novembre 2011

من أنـــــــــــــــــــــــــــا؟ حوار مع الفلاسفة

من أنــــــــــــــــــــــــــــــا؟
حوار مع الفلاسفة
  يعتبر سؤال من أنا ؟ من الأسئلة الوجودية التي ترافق كل واحد منا أينما رحل و ارتحل، فهل الاجابة عليه تقتضي فقط ما تقدمه الحالة المدنية أنا فلان إبن فلان ابن فلانة... أم من خلال الدور الذي و الوظيفة و المنفعة كما يقول كافة البرغماتيين التي تقدمها للمجتمع؟ هذه أسئلة تراودني يوم بعد يوم، سمعني مشيل فوكو أطرح هذه الأسئلة ابتسم و قال "الحالة المدنية هي التي تعنى بضبط أوراق تعريفنا، فعلى هذه الأخلاق أن تتركنا و حريتنا عندما يتعلق الأمر بالكتابة"، ثم طرحت سؤال : كيف أسجل اسمي في التاريخ؟ لأننا غالبا مانجد الشخص يموت و يبقى الاسم ـالأثرـ قتل برونو و غليلي و لكن لم يمت تاريخهما؟ قتل سقراط و لم تموت الحقيقة، بل حتى في مجالات الموسيقى يموت الفنان لكن يبقى اسمه خالدا في التاريخ. من هنل انتابني شعور و حيرة في نفس الوقت هل بإمكاني أن أكون ضمن هذه الأسماء؟ هل بإمكتني أن أكون فيلسوف؟؟ أجابني ديكارت و قال نعم بامكتنك أن تصير ما تريد؟ قلت له كيف؟ قال لي انظر الى كبيركم يقصد "محمد عابد الجابري" قال لي كيف بدأ قلت من خلال تساؤل و شك حول قيمة الثرات، و جعل همه الأول و الأخير هو كيف يمكن الرقي بالمجتمع و الزج به في سيرورة و قطار الاصلاح؟ الجابري قال لكي ننخرط في هذا الاصلاح يجب علينا قراءة الثرات من الداخل، أي إعادة الاصلاح من الداخل عن طريق العودة الى النقطة الموضيئة من ثراتنا، من هنا يمكن لنا ان نحقق الازدهار و التقدم؟ قلت لديكارت هل الشك في كل شيء يمكن أن يجعل مني ما أريد ـ فيلسوف ـ قال لي نعم ، لكن ليس الشك من أجل الشك "الشك المذهبي" و إنما الشك من أجل الوصول الى الحقيقة "الشك المنهجي"؟، سمعني كذلك كارل يسبرز و قال "إن طرح الأسئلة أهم من الاجابة، و كل جواب يمكن أن يصبح سؤال بدوره، ثم أضاف و قال بإمكان هذه الأداة أي التساؤل أن تكتب إسمك في التاريخ، قال لي أنظر الى الفلاسفة الطبيعيين الذين يقول عنهم نيتشه و هيدجر اليوم عظماء، دهشة العالم المتغير دفعتهم الى التساؤل حول أصل العالم؟ من أوجد الكون؟ كيف وجد؟و لماذا على هذه الشاكلة و ليس تلك؟... هذه الأسئلة التي تبدوا لنا سهلة و بسيطة و نكف عن طرحها جعلت منهم فلاسفة عظماء، و كتبت أسماؤهم في التاريخ كأول فلاسفة ابتدأ معهم التفكير الفلسفي؟؟
   هل بإمكتني أن أصبح فيلـــــــــسوف؟ سمعني كيركجارد و قال بإمكانك أن تصبح ماتريد. ثم قلت له كيف يمكن لي ان اكون فيلسوف و أنا ليس لي مذهب فلسفي؟؟ أم عن طريق الشك و التساؤل و الدهشة كما قال الفلاسفة بإمكاني ان أكون فيلسوف؟ أجابني كيركجارد بنوع من الابتسامة و الرزانة و الدقة في التعبير، حيث قال لي لو لم يكن هذا السؤال وجوديا لم أستيقظ من نومي الطويل لكي أجيبك، حيث قال " إن فيلسوف المذهب لهو أشبه ما يكون برجل ابتنى لنفسه قصرا شامخا، ولكنه ظل يسكن الى جانبه كوخا حقيرا الى جواره... و ما كان فكر الإنسان سوى المسكن الذي يعيش فيه و يستظل بظله"؟
ثم استيقظ كارل ماركس من مكانه و قال لي رغم أنك لم ترسل لي دعوة الحضور ، حضرت لكي أذكرك و أقول لك من أنت؟ أنت رجل كادح، فقير، مستلب، مهضوم الحقوق... تنتمي الى طبقة كذلك مستلبة و مغتربة إنها "الطبقة البروليتارية" هذه الطبقة التي تعكس واقعك المعيش و تذكرك دائما بالواقع الذي عشت فيه إنه واقع الحرمان و التنكيل و التقتيل.. هنا قال لي قولته المشهورة "إن وجود الناس هو الذي يحدد و عيهم و ليس و عيهم هو الذي يحدد و جودهم"؟ قال لي انتمائك الى هذه الطبقة سيمنحك طاقة خارقة لتنتشل هذه الطبقة المسكينة الضعيفة من تكالبات و تسلط المجتمع البورجوازي المتمثل في نظامه الرأسمالي المتعفن الذي لم يرحم رحيم و لم يرأف على إمرأة ، ثم سمعني تشي غفارا أتحدث مع ماركس قال لي أنا بدوري أهديك روحي لكي تملىء الأرض صراخا، و لا ينام العالم على أجساد الضعفاء؟؟"الثورة قوية كالفولاذ حمراء كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي للوطن، لا يهمني متى و اين سأموت، بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن للثوار يملئون العالم ضجيجا، كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء" تشي جيفارا
  ختاما ، يمكن القول إن فضل الفلاسفة علينا كثير ، و بالفعل يمكن للمرء أن يصير ما يريد لكن بشرط إذا كانت له العزيمة و الإرادة و الشجاعة و الجرأة على طرح السؤال، يمكنه ان يخلد اسمه في التاريخ و يموت و لا يموت اسمه، لذا سأعمل بكل قواي حتى أجعل "الاعرج بوجمعـة" خالدا في التاريخ و مكتوبا بلغة عريضة كما كتبت عبارة "اعرف نفسك بنفسك" على معبد دلفي؟؟


يوم/28 ـ 11ـ 2011 

jeudi 8 septembre 2011

الحرية هي مأوى الشباب

       في ظل المعركة الحقيقة التي يخودهاالشباب ضد الأنظمة الاستبداية المريضة و التي طال مرضها لسنين بل لقرون؟؟ جعل الشباب من الحرية مأوى لهم و يبحثون عن عون لهم لكي يمد لهم يد المساعدة و يحميهم من جبروث الأنظمة التي تحاول ان تكمم أفواههم، و يكبلوا يديه و رجليه، و يسكبوا الماء البارد على الحماسة المتأججة في صدره، و يزرعون الذعر و الخنوع في فكره و قلبه. أولئك الذين يعيشون في قلق دائم  من ثورة الشباب على ما رث من التقاليد،و الأفكار المتحجرة التي تعود الى العصور العابرة ، أي الى عصر الحكم عن طريق التفويض الالهي، هذه الظاهرة التي بلغت مدها في بيع سكوك الغفران؟؟ لكن بفضل الشباب أوقفوا هذا المد الاستعماري ،الذي استعمر العقول عامة و الشبابية خاصة؟؟
فالشاب اليوم في حاجة الى حرية التعبير و الافصاح عن ما يلج بصدورهم ، لأن الشباب ربيعنا و من حقنا أن ننعم به متفجرا من أعماقنا، كما ننعم بالربيع متفجرا من أحشاء الأرض، فلا يحول ورده قطربا، و ياسمينه عوسجا، و بلابله غربانا، و نسوره بوما. و ذلك ما نفعل بالشباب عندما نحرمه من حرية التعبير عن نفسه بالقول أو بالفعل، ثم نحصره في قوالب صلبة قاسية لا تلبث أن تضيق به فتنشق و تتطاير شظايا تدميه و تدمينا على السواء؟؟
إن ثورة الشباب هي في صفاء بصره و بصيرته، و في مضاء عزيمته، و في ثورته على الركود و الجمود ، و على البالي و الرخيص و على كل نصاب محتال على فعل الخير بشعبه منيع؟؟ هذه الصفات هي التي ينعم بها الشاب على غيره و لولاها لما جرى مركب في بحر، و لا اشتعلت نار في بيت، و لا خاطت ابرة في ثوب.. و لا كان حرف و لا كان كتاب؟ لكن كل هذه الخيرات تظل تسكن الجفون و الفؤاد ما دمنا لا نزال نقيد الشباب و نزرع الأشواك أمامه و لا نطلق له العنان و حرية القول و الفعل لكي يزرع بساتين الفرح و الأقحوان و يعلن مهرجان الحرية و الأمان؟؟
  جاهل من يقول بأن الحرية تؤدي بنا الى الفوضى، و الى التشتت و التفرقة بين أطياف الشعب و أبنائه (أمازيغ _عرب)، فالفوضى هي ما نحن فيه، ولن يخرجنا منها الا الشباب المجدد و المتجدد. و يقيني أن ما في دم شبابنا من حرارة ، و ما في عقله من اتزان، وما في قلبه من إيمان بالعدل ز النظام و الإخاء و الحرية.. لكفيل بأن يقطع بنا شوطا بعيدا نحو عالم ألطف جوا، و أفسح أفقا، و أعذب صوتا من العوالم التي 
نعيش فيها الآن؟
الحرية هي مأوى الشباب ما دام الجبروث يقطن القصور و القلم هو السلاح  ما دام يكمم الأفواه  و الحرية حافز على الابداع و السير بالقافلة الى الواحات المطمئنة و المستنقعات الهادئة ؟؟

samedi 27 août 2011

الحكام العرب و فكرة الطوطمية2

إن المتتبع لتاريخ الحكم في العالم العربي يتبين له على أن هنالك ارتباط و ثيق بين حكم الطوطم و حكم الحكام العرب، أي أننا نتحدث عن حكم العشيرة بحيث لكل عشيرة يكون لها طوطم معين يختلف عن طوطم العشيرة الأخرة، و الحكم ينتقل وراثيا من الطوطم   الأكبر الى الطوطم الأصغر. لكن قبل الحديث عن هذا الارتباط الوثيق بين الطوطم و حكم الحكام العرب لبد من الوقوف عن مفهوم الطوطم، فالمقصود بالطوطم؟
 هناك العديد من الدرسات الانثروبولوجية و السيكولوجية التي عالجت الموضوع، من بين هذ الدراسات نقف عن الدراسة التي قام بها رائد التحليل النفسي سيغموند فرويد في هذا المجال من خلال كتابه "الطوطم و الحرام"، هذا الكتاب يعالج فيه فرويد فكرة الطوطمية بنوع من التفصيل ،حيث نجده يعرف الطوطم بأنه الحيوان الذي لا يؤكل لحمه  و غير مؤذ، و في الغالب الأعم نبات أو قوة طبيعية (مطر_ ماء)، تربط بنينها وبين الجماعة برمتها صلة خاصة . و الطوطم هو في المقام الأول سلف العشيرة و في المقام الثاني روحها الحامي وولي نعتهما الذي يبعث اليها النبوءات، الحكم لدى الطوطم ينتقل بشكل آلي أوتوماتيكي ووراثي من الطوطم الأكبر (القدافي) مثلا الى الطوطم الأصغر (سيف الاسلام)، و الحكم تاريخيا عند الطوطم كان للمرأة في المجتمعات الأميسية لأنها كانت تقوم بدور جاد و تدير شؤن البيت و في الخارج ، لكن في ظروف غامضة انتقل الحكم من الأم الى الأب في المجتمعات الأبيسية لأن الأب هو الذي أصبح يتكفل بالبيت و يقوم يالأعمال الشاقة ؟
  من خلا هذا التقديم حول الطوطم و طبيعة الحكم فيه نفهم طبيعة الحكم في الدول العربية ، نفس الشيئ عندنا الحكم ينتقل بشكل آلي و وراثي من الطوطم الأكبر الى ، الطوطم الأصغر في ظروف غامضة، و الحكم لدينا يتصف بنوع من القداسة و الشرعية سواءهذه الشرعية تاريخية كما لدينا نحن في المغرب أو شرعية كريزماتية جنونية كما في ليبيا أو شرعية تاريخية فرعونية كما في مصر أو شرعية دينية كما في دول الخليج (السعودية)، حيث جعلوا من الدين مطية لهم لتحقيق أغراضهم عن طريق التأويل الخاطئ للنصوص مثلا طاعة اولي الأمر واجبة "أطيعوا الله و أطيعوا  أولي الأمي..."فنحن اليوم نعيش نفس الصراع الذي عاشه الغرب مع الكنيسة بألوان مختلفة إبان القرن 16و 17.قرون الدماء و التصفيات للكثير من الأرواح الزكية للعلماء و الفلاسفة و يبقى غودانوا برونوا و غليلي خير مثال على ذلك ، فالحكام العرب اليوم أقبضوا على الحكم من قبضة من حديد و جعلوا من الشعوب العربية تدفع ثمن هذا الحمق و ثمن هذه الشخصيات الكرزماتية المرضية الجنونية ؟
  في الأخير لا يسعني إلا أن أقول لهؤلاء الحكام الجائرين بأن زمن الخوف قدولى و زمن الحكم باسم الدين قد ولى وحان زمن استخدام العقل و فهم المقولة الكانطية "تجرأ على استعمال عقلك: ذلك شعار الأنوا"، المجتمعات العربية اليوم خرجت من مرحلة القصور و دخلت في مرحلة الرشد و المسؤولية ؟؟

من الميتوس الى اللوغوس


      بعد انفصال الميتوس عن اللوغوس احتكم الانسان الى العقل و بدأ يستخدم عقله في تناول المساءل كما أنه بدأ يثير مجموعة من الأسئلة التي تبين عن قدرة الانسان العقلية من قبيل: ما هو أصل العالم؟ من أوجد الكون؟ كيف وجد؟ و لماذا على هذه الشاكلة و ليس على تلك؟.. فكانت هذه الأسئلة هي بداية التفكير الفلسفي و الذي انطلقت معالمه الولى في القرن السادس قبل الميلاد عرف فلاسفة هذا العهد بالفلاسفة الطبيعيين نظرا لاهتمامهم بالعالم الخارجي و محاولة تفسيره من خلال اللجؤ الى عنصر طبيعي أو مبدأ أول تتكون منه كل الموجودات، تساءلوا عن حقيقة المبدأ الأول للأشياء و تمثل هذا الاتجاه في المدرسة الملطية (الطبيعيين الأوائل) طاليس و انكسيمانس و انكسمندرس هراقليطس و بارمندس و صولا الى الفيتاغوريين.. حيث اختلفت و تضاربت أراء و موقف الفلاسفة حول الوجود و اللاوجود الصيرورة العدم التبات و الحركة..
     من هنا إذا أردنا أن نتحدث عن اشكالات فإن الاشكال المطروح أنذاك هو اشكال الوجود أو الأنطولوجيا و هو المبحت الذي تناولته الفلسفة اليونانية فختلفت اجابات الفلاسفة و العلماء حول هذا الاشكال حيث نجد مثلا طاليس هو صاحب الاجابة الأولى يقول على أن أصل الوجود ماء، حيث ادرك هذا الفيلسوف ان الماء ضروري لحياة الانسان و الحيوان و النبات.. كما لا يمكن لأي شيئ أن يتوالد أو يتكاتر بدون الماء، و أن الماء هو العلة الأولة لوجود الأشياء..
       إن طاليس في نظر أرسطو هو مؤسس الطبيعة الأيونية لأنه يجعل من الماء سببا لكل الموجودات، يحاول أرسطو أن يعلل نظرية طاليس في كتابه (الميتافزيقا) بقوله عن هذا الفيلسوف "أنه قد يكون استقر عند هذا الرأي لأنه رأى أن غذاء كل شيئ رطب، و أنه قد يكون هو رطب و ان كل ما هو حار يعتمد على الرطوبة، ثم أن البذور رطبة بطبيعتها و أن الماء هو المبدأ الطبيعي للرطب" يوسف كرم_ كتاب_ تاريخ الفلسفة..
       ثم من بعد طاليس جاء انكسمندرس و رفض ان يكون الماء هو أصل العالم، حيث قال مهما بلغ الماء من الروطوبة فإنه يبقى ذو صفات معروفة، و الأصح هو ان ترجع الأشياء الى شيء لا محدود و لا شكل له و لا نهاية أنه في نظر انكسمندرس هو "الأبيرون" و هي كلمة يونانية و تعني للامحدود أو اللانهائي...
      ثم جاء ثالث الفلاسفة انكسيمناس هو بدور أرجع علة الوجود الى علة واحدة و هي في نظره الهواء من جعله يقول بذلك هو عندما نظر الى الهمية التي يلعبها الهواء في حيات مختلف الكائنات الحية، هكذا تستمر محاولات الفلاسفة مما يعكس تعدد المداهب و التصورات، لكن ما يجمعهم هو أنهم ردوا أصل الكون الى عنصر واحد تصدر عنه جميع الموجودات..
     لقد وصلت الن الى الحديث عن فيلسوفين وجها الفكر المعاصر، حيث قال عنهما هيدغر فلاسفة عظماء و هما هراقليطس و بارمندس فلاسفة التغير ة التبات أو الصيرورة و السكون على اعتبار أن هراقليطس هو صاحب مقولة "الأشياء في تغير متصل" عبد الرحمان بدوي _ ربيع الفكر اليوناني.. و التغير صراع الأضداد ليحل بعضها محل بعض، لو لا المرض لما طلبنا الصحة، لو لا العمل لما أنعمنا بالراحة، لو لا المرأة لما أنعمنا بالسعادة... فهراقليطس بهذا يكون فيلسوف التغير بامتياز و مكتشف الديالكتيك الذي سيظهر من بعد مع هيغل و يمشي على رجليه مع ماركس. هراقليطس يقول "لا تستطيع ان تستحم في النهر مرتين، كما انك لا تستطيع أخذ صورة من النهر" هذه القول تبين التغير.
     في مقابل هذا الفيلسوف نجد فيلسوف التبات و السكون _ بارمندس_ الذي يرى انه لاوجود لشيئ اسمه التغير او الصيرورة ما يوجد فقط السون هذا القول تعكسه المسابقة التي تمت بين أخيل و السلحفات (أخيل عداء في السطورة اليونانية) حيث اذا أراد أخيل قطع المسافة عليه قطع نصف النصف ثم نصف النصف... يعني هناك تبات و ليس حركة في نظر بارمندس؟؟
   بهذا نكون قد احطنا بالفلاسفة الطبيعين بشكل مقتضب لكي نصل الى الفتاغوريين حيث كانوا يعتبرون العدد هو اص العالم، و الأعداد هي مفتاح فهم الكون، أدخل فيتاغورس القياس في العلم الطبيعي عندما اكتشف ان الأوتار تربطها علاقة تناسب بسيط، هذا ما جعله يربط التناغم بالأعداد، كان للنقطة عندهم كيان وللمستقيم عرض و للسطوح عمق..
   ساهمت الفتاغورية في علم الفلك حيث نجد _ارستارخوس_ و هو يحسب للفتاغوريين أول من فكر بأن الأرض كروية و انها أحد الكواكب و ليست مركز الكون أن كل الكواكب بما في ذلك الأرض تتحرك مركزية حول الشمس؟؟ قوله بكروية الأرض قد يكون انعكاس لشكل كروية الدائرة ؟؟
           لا بد من الحديث عن فيلسوف لقب بفيلسوف العودة، أي أنه عاد الى الفلاسفة الطبيعيين و جمع حصيلة كل ماتوصلوا اليه و خرج بعنصر خامس أنه جمع بين الماء و الهواء و التراب و النار حيث يقول أن كل شيء في الكون مكون من أشياء أربعة. و ضرب المثال بقطعة الخشب اذا ما احترقت تحولت الى ذخان و هو الهواء، و الى ألسنة تندالع و هي النار تم الى فقيع تنتفض و هي الماء ثم الى رماد و هو التراب. حيث يقول يجمع بين هذه العناصر الأربع مبدأ التنافر و التجادب؟؟
   هنا سينبني الفكر على اول مفارقة ستظهر مع حركة السوفسطائيين حيث أننا لم نعد نهتم بأسئلة الوجود و لكن بتربية و تعليم الانسان هدف الحركة جعلت من نفسها معلما يقدم الدروس مقابل اجر يقتضيه المعلم  كانت تعتمد على فن الخطابة و الاقناع أي الاعتماد على حسن و جمالية اللغة. كما أن كل الأشياء أصبح الانسان هو مقياسها كما يقول بروتاغوراس. يعني لم يعد للحياة قيمة أخلاقية بل أصبح النصب و الاحتيال هم أساليب عمل السفسطائيين؟؟ هذا ما جعل السوفسطائيين يموتون وهم على وفرة من المال؟؟ لكن السؤال المطروح هل ظل الوضع على هذا الحال؟؟
  طبعا لا نجيب بالنفي لأنه هنا سيظهر سقراط و يحارب كل هذه الممارسات التي كانت تقوم بها الحركة و لم يعد التعليم مرتبط بالمال بل صار سقراط يجول في شوارع المدينة أتينا و يعلم الشباب بدون اجر كما أنه بسط الفلسفة و لم يجعلها في يد النخبة _ السوفسطائيين_ بل في متناول الجميع؟ حيث قال عنه شيشرون :" هول الذي أنزل الفلسفة من السماء الى الأرض و ادخلها الى البيوت " فدخل في صراع مع السفسطائيين من جهة بخصوص المسائل التعلمية و مع قضاة اتينا من جهة أخرى . فتهم بذلك بعدة تهم منها: افساد الشباب و الكفر بالألهة... فختم هذا الصراع بموت سقراط من أجل ألا تموت الحقيقة؟؟ تحية لكل الأرواح الزكية الطاهرة التي أنارت لنا طريق العلم..
   حتى نتمم الحديث عن أفلاطون و أرسطو؟؟
                                                                             و شكرااااااااااااااا

الحكام العرب و فكرة الطوطمية