dimanche 5 août 2012

التديّن اللامشروع .


  حقيقة الدين حقيقة ثابتة يقينية لا جدال فيها، لكن الخلاف و ليس الاختلاف في طريقة التعاطي مع هذا الدين، قلت الخلاف و ليس الاختلاف؛ لأن هذا الأخير يعد أعلى مراتب الديمقراطية، والاعتراف بالأخر سواء كان عربيا أو أمازيغيا أو هندوسيا أو أروبيا.. يجب حسن التعامل معه، على اعتبار لا فرق بين عربي على أمازيغي.. إلا بالتقوى وهي عماد الدين؟ لكن التدين كظاهرة قابلة للدراسة قائمة على الخلاف، حيث نجد ما لا نهاية من الفرق الإسلامية كل واحدة ترشح نفسها هي التي اصطفاها الرسول(ص)، يعني بدئنا نشاهد التدين أو تأويل الدين ولم نشاهد هذا الأخير بمعنى السؤال المطروح من أين تستمد هذه الفرق الاسلامية هذا التدين اللامشروع، وعنونت هذا المقال بذلك العنوان نتيجة لمعاينة فرقة جديدة ظهرت على السطح، تطلق على نفسها بفرقة اللامنتمون؛ لأن الكل يعلم الفرق الاسلامية والخلاف الذي دار بينهم (الأشاعرة ـ المعتزلة ـ الخوارج ـ إخوان الصفا..). فرقة اللامنتمون لا تدين بدين الفرق الأخرى بل تذهب الى درجة التكفير؛ يعني كفرت جميع الفرق واعتبرت نفسها هي المرشحة من 73 فرقة بجنة عرضها السموات و الأرض. من بين المرتكزات التي تقوم عليها هذه الفرقة هو الرجوع الى عهد الرسول، من خلال تأويل مجموعة من الأحاديث على طيب هواها؟ مما أثار انتباهي هو حرفيتها للنصوص مع الاستغناء على التطور وما وصل إليه العلم. لنأخذ مثال عن طقوسهم حتى لا يعاتبني القارئ ويتهمني بالهرطقة، في رمضان لديهم ممارسات وطقوس خاصة، لا يفطرون مع الجماعة بل يفطرون دائما بنصف ساعة أو أكثر، والقطع عندهم في الفجر بساعة من التأخر؟ الغريب هو أنهم يقومون بهذا أمام الملأ و ليس في بيوتهم، إلى درجة بقية الفرق الأخرى اتهمتهم بالتشيع وإفلاس العقيدة، لكنهم لا يبالون على اعتبار هم الأصح، من خلال توهمهم على أنهم يحققون ما ترك السلف الصالح، كما يتهمون هم أنفسهم الفرق الأخرى بتسييس الدين؛ في أول رمضان يصمون لرؤية الهلال ويفطرون لرؤيته، مصداقا لقوله "صموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". ثم قوله "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الأسود من الليل.."
ختاما، يمكن القول على أن ظاهرة التدين استفحلت خصوصا في فئة الشباب، والأسباب كثيرة ومتعددة، من بينها قلة فرص الشغل، الاندفاعية المتمثلة في حماية الدين وصيانته، الجهل المقدس المتمثل في عدم فهم النصوص واستقرائها قراءة متأنية تظهر حقيقة النص وسنده، الغياب المطلق للعقل وترجيح النقل... كل هذه الأسباب وغيرها ساهمت في انتشار ظاهرة التدين اللامشورع، لهذا أصبحنا أمام صراع الـتأويلات وقتل النص الأصلي المتمثل في  الكتاب و السنة؛ على اعتبار النص يوحد ويجمع شمل من اصطلحوا على انفسهم المسلمين.

jeudi 2 août 2012

لماذا الفلســـــــــــــــــــــــفة؟؟


 في وقت تعالت فيه أصوات الرجعية وهتافات المستبدين، وطغيان الفكر الاستبدادي، الذي ظل جاثم على نفوس البشر لمدة طويلة.. لكن اليوم بفضل نمط جديد من التفكير استطاع تحرير نفسه من قبضة الرجعية، هذا النمط من التفكير العقلاني الحر اسمه التفكير الفلسفي، منح الانسان القدرة على استنشاق عطر الحرية وركب رياح التغيير، فكر أعلى  من سلطة العقل؛ وهذا الأخير ثم نبذ زحف العنف و التعصب و التقتيل الممارس من طرف القوى الاستبدادية.
  فالسؤال لماذا الفلسفة؟ جاء على شكل دعوة صريحة للدخول و الاقامة في الفلسفة كما يقول م.هيدجر، لأن هذا الفكر هو الذي استطاع عبر التاريخ من أن ينتشل الانسان من نير وقهر القوى الرجعية، لذا لابد من نشر هذا الفكر وتعليمه بدون ثمن كما قال سقراط. رجاءا منا أن تسود القيم التي ترسى عليها سفينة الفلسفة والمتمثلة في: الحرية، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية ...
   فمختلف المدارس الفلسفية راعت بدون استثناء حرية الانسان، وشروط العيش الكريم، لو عدنا مثلا إلى الفكر اليوناني نجد أهم فيلسوف حاول إقامة مدينته على فكر فلسفي حر هو أفلاطون، واشترط لها شروط من بينها يجب على الحاكم أن يكون فيلسوف أو الفيلسوف حاكما، لأن هذا الأخير لم يكن يوما مستبدا ولم يطمع يوما وراء مال أوجاه، ما يهمه هو البحث عن الحقيقة في ذاتها، من هنا فلا غرابة إذ نزع أفلاطون الحكم من المستبدين وأهداه إلى الفلاسفة.
   الفلسفة التي أدعوا إليها هي فلسفة عقلانية تجعل من العقل صرحا لبناء كل شيء، موجهة سهام النقد الى العقل الفقهي الذي يرجح العودة الى الدين في حل مسائل الانسان. تقول الفلسفة أن العقل الفقهي أصبغ جميع الاشكاليات بصبغة دينية محققا أهدافه، وهذا ما نشاهده اليوم هو لجوء جميع القوى الظلامية الى مشروعية الدين باعتباره أفيون يتم من خلاله تخدير الشعوب وخصوصا العربية منها، متناسية ما قاله المفكر العربي ابن خلدون على أن المعقول واللامعقول يوجدان معا في العلوم العقلية و العلوم النقلية، من هنا كان لزاما على التفكير الفلسفي تنقية هذا اللامعقول في مختلف الميادين، على اعتبار ينمحي كل مقدس أمام  سلطة العقل.